الممثلون القلقون على مستقبلهم الفني ورجال الاعمال الذين تملكهم العشق وسيدات المجتمع الذين تخلى عنهن احباؤهن والفلاحون الذين يعتقدون ان الجن سيطر عليهم , لا يتوقفون عن التدفق بالسيارة او حتى بالطائرات المروحية صوب قرية بدلتا النيل اشتهر سكانها بانهم يعملون بالسحر. ويقول يوسف بدوي, موظف من سكان القرية, (43 عاما) عرف عنه في نفس الوقت قدرته على علاج الاشخاص الذين مسهم الجن بالقران, (لدينا في قريتنا 300 معزم) يطهرون الجسد من الارواح الشريرة. وتزدهر في الواقع في قرية طناه التي تبعد 150 كلم الى الشمال من القاهرة, كافة فروع علوم السحر والتنجيم سواء كانت قراءة الفنجان, او عمل الاحجبة او طرد الارواح الشريرة او التداوي بالقران الى جانب جلسات فتح المندل التي تسمح بالكشف عن امور تحدث في اماكن اخرى عن طريق النظر مليا في بقعة زيت. وتقول منى, بائعة ذرة مشوية, (انهم في كل مكان بالقرية: ستجدون واحدا خلف هذا المسجد واخر بالقرب من المدرسة) ثم اشارت الى امراة قائلة (انها ايضا مشعوذة) . ولا احد يعلم كيف اصبحت هذه القرية على مر القرون مركزا للسحرة ولكن الاهالي يرشدون دائما الوافدين الى القرية الى (المتخصص) في علاج حالتهم وان كان الامر يتوقف اساسا على ما تحويه محفظة النقود لان استشارة الساحر يتراوح ثمنها ما بين عشرة جنيهات (3 دولار) الى 600 دولار. وتقول بائعة سمك تدعى كريمة ان (الشيخ ابراهيم لا يستقبل سوى النجوم اللامعة ومواطني دول الخليج وتكلف زيارته على الاقل 2000 جنيه مصري (600 دولار)) وتقسم مؤكدة (لقد رايت طائرات مروحية تحط على سطح منزلي) . ولا يعد السحر المهنة الرسمية لاولئك (الشيوخ) وانما يعمل اغلبهم كموظفين ويقبضون رواتبهم في نهاية الشهر. ولا ينبغى على مريدي سحرة طنطه ان يغفلوا ان يجلبوا معهم اي (اثر) للشخص الذي يريدون علاجه او الحاق الاذى به ويمكن ان يكون هذا الاثر خصلة شعر او منديل او قطعة ملابس او صورة فوتوغرافية. ويعمل محمد العدل موظفا بوزارة الزراعة في الصباح ومعزما في المساء في شقته حيث اخذ يتلو ايات قرانية في الوقت الذي امسك فيه بقميص شابة تعيسة تدعى رانا ثم اوضح انها اما وقعت ضحية لقدرها البائس او اصابها مس من الجن. ويمكن ان يقوم بطرد الروح الشريرة خلال جلسة العلاج او يعطي زائره (حجابا) يحوي كتابات سحرية على قصاصة من الورق. من جانبه, يقوم الشيخ يوسف بتعلية صوت جهاز تسجيل يبث ايات قرانية لاقصى حد ثم يضع السماعة على اذني احدى مرضاه تدعى حنان. ولكن بعد مرور نصف ساعة, رفعت حنان السماعة عن اذنيها بعد ان كادت تصاب بالصمم, فضربها الشيخ بالسوط صائحا ان (الجن المارد لا يريد ان ينصت لايات القران) . وتستمر هذه الظاهرة في الازدياد وفي شهر يوليو الماضي, لقى ثلاثة اشخاص حتفهم خلال جلسات لطرد الارواح الشريرة. وترى الباحثة الاجتماعية شهيدة الباز ان (المشاكل الاجتماعية المرتبطة بالتغيرات الاجتماعية تعد ارضا خصبة للدجالين) . وتضيف (انهم يعرضون القوى الخارقة على هؤلاء البائسين الذين لم يعودوا يؤمنون بقدرة العلم على مساعدتهم ويبحثون عن المعجزات لمداواة همومهم) . وتعبر الجهات الدينية في مصر عن أسفها لإقحام الدين في أمور الدجل ويقول جمال قطب, عالم دين بمؤسسة الأزهر (لا نتفق على الاطلاق مع هؤلاء الدجالين الذين يستغلون الدين في خداع زبائنهم وللاسف لا نملك الحق في منعهم) .