السحـر والسحـرة
كلمة مقدم المحاضرة
بسم الله الرحمن الرحيم
وصل اللهم علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه ومن دعا بدعوته وأهتدي بهديه إلي يوم الدين أيها الإخوة المستمعون أحييكم بتحية الإسلام سلام الله عليكم ورحمته وبركاته فمرحبا بكم إلي هذا اللقاء من لقاءاتكم قضايا في ضوء الكتاب والسنة ويطيب لي أن يكون ضيفنا في هذا اللقاء صاحب الفضيلة الدكتور: صالح الفوزان بن عبد الله الفوزان. عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة.
أجاب الدعوة مشكورا فجزاه الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء لنتحدث حول موضوع خطير غاية في الخطورة كان الناس يظنون انه قد انتهي أمره وأن الأمة قد وعت وتبصرت ولم تعد قابلة لمثل هذه الأمور التي بات القلب علي أمر شرعي بلاغ ولكن شياطين الإنس والجن يحاولون أن يعموا الأعين عن كل ما من شانه بقاء الناس علي حقيقة دينهم وعقيدتهم الصحيحة.
الموضوع هو عن (السحر والسحرة) السحر من حيث معناه ومن حيث الأدلة من الكتاب والسنة علي مواجهته ومن حيث تاريخ نشوئه وهل هو خاص بهذه الأمور أم انه قديم ومن حيث هل له حقيقة السحر وله اثر سلبي علي الإنسان ومن حيث الأسباب التي توسع فيها وكثر في بلاد المسلمين بعد أن كان قليلا أو نادرا ومن حيث حكم حل السحر بسحر مثله هناك من يتشبث بفتاوى يقولون إنها عند الضرورة يجوز حل السحر بسحر مثله ومن حيث حكم الساحر في الدنيا والآخرة هذه أمور ضروري بحثها وخاصة مع شيخنا العلامة الشيخ صالح حفظه الله ومد في عمره وبارك لنا فيه وللأمة الإسلامية أرجو أن يتفضل فضيلته يتحدث عن هذا الموضوع في شفافية عن السحر اللغوي والعام ومن حيث تاريخ إنشائه العام.
بداية محاضرة العلامة الدكتور صالح الفوزان حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام علي نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين وعلي آله وصحبه أجمعين... أما بعد،
فإن الإسلام ولله الحمد دين كامل ما ترك شيئا للبشرية فيه خير في آجل أمرها وعاجلها إلا بينه وأمرها به وما من شيء فيه شر علي البشرية في عاجل أمرها وآجله إلا بينه وحذرها منه ومن ذلك قضية السحر فإنه آفة اجتماعية وشر مستطير يغير العقائد ويغير الأبدان ويغير العقول ويؤثر في المجتمع تأثيرا سيئا ويسلط الشياطين علي بني ادم وهو شر مستطير وكان موجودا في الأمم السابقة تاريخ وجوده قديم في البشرية فكان قوم فرعون يتعاطون السحر وفيهم سحرة وكانوا يتعلمون السحر ويمارسونه ويعتمدون عليه ولذلك لما جاءهم موسي عليه الصلاة والسلام رسولا من عند الله يدعوهم إلي التوحيد والي عبادة الله وحده والإيمان به وصفوه بأنه ساحر واتهموه بالسحر قال تعالى: (قَالَ الْمَلاُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنّ هَـَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُمْ مّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ) [سورة الأعراف: 109. 110] وصفوه أو اتهموه بأنه جاءهم بالسحر وأنه يريد بهم الخير فهم تأمروا عليه. عليه الصلاة والسلام وأشاروا علي فرعون أن يخرج السحرة وان يخرج معهم موسي فيعرض ما معه ويعرضون ما معهم ليبينوا انه ساحر فلا يغتر به أحد ولكن القضية انعكست عليهم وان الذي مع موسي ليس هو سحرا وإنما هو من أمر الله سبحانه وتعالي معجزة جعلها الله دلالة علي صدق موسي عليه السلام ولما اجتمع المشهد وحضر الناس وكان مشهدا هائلا جاءوا بسحرهم قالوا لموسي إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين فالقوا سحرهم وحصل منه شيء عظيم جاءوا بسحر عظيم كما قال جل وعلا وأوجس في نفسه خيفة موسي من هذا المشهد فطمأنه الله سبحانه وتعالي وأمره إن يلقي عصاه الذي ليس هو من سحر وأن ما فيه سحر فألقي عصاه فالتهم كل السحر الذي ألقوه في الوادي ثم أقبل عليهم يريد أن يلتهمهم عند ذلك أمر الله موسي أن يأخذه فأخذه فعاد كما كان العصا عاد كما كان سيرته الأولي كما قال الله جلا وعلا فعند ذلك علم السحرة إن هذا ليس بسحر وإنما هو أمر من عند الله جل وعلا فتركوا وآمنوا بموسي وسجدوا له والقي (وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ) [(120: 122) سورة الأعراف] عند ذلك أسقط في يد فرعون وانقلب الموقف ضده واُخزي وفشل.
وانتصر موسى عليه السلام وانتصر الحق فعند ذلك هدد السحرة وتوعدهم بالقتل ولكنهم صبروا وثبتوا علي إيمانهم (قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) [(72: 73) سورة طـه] ثبتوا علي إيمانهم فقتلهم فرعون وماتوا شهداء ولقوا ربهم شهداء فالحاصل أن هذا السحر كان موجودا في أهل الفراعنة في مصر فهو قديم وصفوا موسي قالوا ساحر عليم (وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ) [(49) سورة الزخرف] وكذلك فاليهود في عهد سليمان عليه السلام لما سخر الله له الجن والمردة وكانوا الشياطين يأتون بالسحر ويخبئونه في أمكنتهم فلما مات سليمان عليه السلام ووجدوا السحر قالوا إنما سليمان كان يسلط المردة والشياطين بالسحر فالله نفي ذلك عن نبيه سليمان وقال (وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ) [(102) سورة البقرة] فالله جل وعلا نفى عن نبيه السحر وأسنده إلي الشياطين وان الشياطين هم الذين جاءوا بالسحر فهو عمل شيطاني ويعلمونه للناس فالسحرة يتلقون سحرهم عن الشياطين ومن تعليم الشياطين فهو ميراث شيطاني وكذلك المشركون والكفرة واليهود في عهد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اتهموه بالسحر كإخوانه من النبيين والله نفي ذلك عنه قال سبحانه وتعالي: (كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ) [(52) سورة الذاريات] فالسحر إذا قديم وهو من عمل الشياطين وهو يضاد دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .
المقدم: الله اكبر جزاك الله خير هذه حقيقة خلاصة ما بعدها خلاصة قد أعطتنا مؤشرا علي أن منشأ السحر من الطواغيت المكررة ومن الشياطين وأن القصد منه هو إفساد الدين علي الأمة وجعل الناس يتبعون الضالين والمجرمين هذا فرعون الذي حاول أن يبقي له مكانته ولو كان ظالما ولو كان كافرا لكن الله تبارك وتعالي أبطل كيده وأخزاه أمام هذا المشهد الذي تفضلتم بعرضه لكن نريد أن نتحدث عن السحر من خلال الأحاديث النبوية هل يمكن أن نضع نماذج من القران والسنة حتى نقول أننا أمام شيء جاء الإسلام ليبطله قال الله وقال رسوله
الشيخ: نعم يوجد ولله الحمد في الكتاب والسنة ما يبطل السحر من أساسه ويرد علي السحرة ويحذر منهم كقوله تعالي
وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ) [(102) سورة البقرة]
وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ) أي اليهود لما اعرضوا عن التوراة ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم استبدلوها بالسحر (عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ) أي في عهد سليمان اتهموا سليمان بأنه يسخر المردة والشياطين بالسحر نفي الله ذلك عنه وان الله هو الذي سخر له هذه المردة وهؤلاء الشياطين وليس هو السحر وإنما بأمر الله سبحانه وتعالي (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ) عبر عن نفي السحر بنفي الكفر مما يدل علي أن السحر كفر بالله عز وجل (وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ) السحر إنما هو من عمل الشياطين كفروا بأي شيء (يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) دل علي أن تعليم السحر للناس كفر فالذي يعلم السحر كافر وكذلك الذي يتعلمه (وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ) يعني الملكين (حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ) أي فلا تتعلم السحر ودل هذا علي أن السحر كفر تعلمه وتعليمه فهو هذا من القران الكريم وكذلك ما قصه الله عن فرعون وقومه وكذلك الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اجتنبوا السبع الموبقات" أي المهلكات قالوا وما هي يا رسول الله قال: "الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق واكل الربا واكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقصف المحصنات الغافلات المؤمنات" وجعل السحر من الموبقات وجعله بعد الشرك مباشرة مما يدل علي خطورته وإنها لا تقل عن خطورة الشرك بل هو شرك لان الساحر يستعين بالشياطين ومن استعان بغير الله في مثل هذه الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله فلا شك في كفره وشركه .
المقدم: يقولون أيش أنهم يعلمون الساحر.
الشيخ: نعم الساحر أولا يخضع للشياطين ويتعلم السحر منهم وهم لا يعلمون أحدا حتى يكفر بالله عز وجل ويخرج من دينه هذا هو قصدهم فيأمرونه بالشركيات حتى يتوصل إلي السحر من الذبح لغير الله وحتى يسجدون لهم يسجد للشيطان وأيضا يستهين بالمصحف ويدوس علي المصحف ويبول عليه حتى انه يعلمونه السحر
.وأيضا يا دكتور في سورة الفلق ما يثبت أن القرآن الكريم حذر من السحر.
الشيخ: أمر الله بالاستعاذة من السحر قال سبحانه وتعالي: ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) [الفلق] شر النفاثات في العقد هذا هو السحر لان الساحرات يعقدن الخيوط ثم ينفثن فيها فيتكون السحر الذي قصدوه وعرضوه ويضرون به بني آدم الله أمر بني ادم بالاستعاذة به سبحانه وتعالي من شر الساحر.
أيضا نلحظ أن ذكر الله سبحانه وتعالي للسحر في فرعون وقومه وأيضا في قصة سليمان عليه السلام أيضا مما يدل علي أن دين الأنبياء واحد وان الله تبارك وتعالي كما حرمه في كافة الرسالات حرمه في الإسلام في جميع الرسالات السماوية .
الشيخ: هذه شرك السحر حرام في جميع الشرائع السماوية وحذر منه جميع الأنبياء لأنهم حذروا من الكفر ومن الشرك والسحر نوعا ومن الشرك والكفر بالله عز وجل فأجمعت الشرائع علي تحريمه ولا شك أن الرسل أيضا نهوا عنه (كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ) [(52) سورة الذاريات] فجميع الكفر إذا جاءتهم الرسل يصفونهم بالجنون وأما بالسحر (أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ) [(53) سورة الذاريات]
.عندي سؤال. مسألة هل السحر حقيقة .
الشيخ: السحر علي قسمين سحر حقيقة السحر من حيث هو عبارة عما خفي ولا أفسر له لأنه أمر خفي يخرج من الساحر وهو خفاء في أخر الليل لخفائه فالسحر في اللغة عبارة عما خفي ولطف سببه إما الحقيقة الشرعية السحر هو عبارة عن رقي وعقد وعزائم ينفث فيها الساحر ويستعين بالجن والشياطين ويؤثر بإذن الله ولهذا قال جل وعلا (وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ) [(102) سورة البقرة] لن يؤثر إذا أراد الله سبحانه وتعالي عقوبة احد فانه يؤثر بالسحر أما عقوبة وإما ابتلاء من الله سبحانه وتعالي فيؤثر في بدن المسحور إما بالموت وإما بتقليل عقله وإما بإحداث الأمراض المستمرة فيه هذا السحر الحقيقي يؤثر أو التفريق بينه وبين زوجته يحدث البغضة والكره كما قال جل وعلا (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ) [البقرة/102] فانه يؤثر في الحب والبغض وهذا يسمي بالصرف والعطف
المقدم: الله عز وجل قال: وما هم بضارين به من احد إلا بإذن الله
الشيخ: أي بقدره وقضائه لان الله لم يأذن به شرعا وإنما يأذن به كونا وقدرا لحكمة منه سبحانه وتعالي كما انه يقدر الأمراض والمصائب والمكارة كذلك ويقدر الكفر والإيمان كل شيء بقدر الله والسحر من قدر الله يسلطه علي من يشاء امتحانا وابتلاءا أو عقوبة له
المقدم: يقولون يا دكتور أيضا أنه حقيقي.
الشيخ: هذا نوع النوع الثاني مازلنا نحن في بيان أنواع السحر النوع الثاني تخييلي وهو ما يسمي بالقمر وهو أن الساحر يقمر علي عيون الناس ويظهر لهم أشياء علي غير حقيقتها فمنه قوم فرعون قال جل وعلا (قَالَ أَلْقُوْاْ فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) [(116) سورة الأعراف] هما لم يجيئوا بسحر حقيقي وإنما جاؤوا بسحر تخييلي يخيل إليهم من سحرهم أنها تسعي سحروا أعين الناس واسترهبوهم هذا ما يسمي بالسحر التخييلي وفي وقتنا يسمي بالقمر وهو أن الساحر يظهر للناس أشياء علي غير حقيقتها فيظهر انه يقتل الشخص ثم يعيده يعيد رأسه ويقوم حيا كما حصل من الساحر الذي يلعب عند بعض الخلفاء فجاء الصحابي جندب بن كعب الأسدي رضي الله عنه وهو يعبث بسحره وهو يقتل الشخص ثم يعيد رأسه ويقوم حيا فدنا منه وهو يخفي الشيء ثم دنا منه فقطع رأسه بالسيف وقال: (إن كان صادقا فليحيي نفسه) هذا سحر تخييل يخيل للناس الشيء علي غير حقيقته .
لتكون عقيدة المؤمن إذا أراد أن يواجه البغي والطغيان والفساد بحقائق هذه الدعوي فساد بالحقائق لا بالدعاوي عندنا ما يتصل بوجود السحر العام في مجتمع المسلمين الذي يكاد يسلم منه شيء كله منتشر بشكل عنيف حتى أصبح استعمله وسائل إعلامية وقنوات متخصصة لذلك وصار للزخم في المجتمع كيف صار وما هي الأسباب؟
الشيخ: السحر مرض اجتماعي وباء اجتماعي لابد أن الناس ينتبهون له ويقاومونه ولذلك الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لما جاء إلي هذا المجتمع النجدي وجد عندهم آفات منها الشرك بالله عز وجل عند القبور وعند الأشياء. ومنها أنهم يتعاطون السحر في البادية وفي الحاضرة وان السحرة ينتشرون في البادية والحاضرة فعقد بابا أو ثلاثة أبواب في كتاب التوحيد كلها حول السحر حقيقته وآثاره وعلاجه فنفع الله بذلك فنبه الناس للسحر في هذه البلاد من خلال عقيدتهم فحاربوا السحرة فقلوا جدا أو اكتفوا لكن لما تساهل الناس في هذا الزمان وكثر اختلاط الناس بعضهم ببعض وكثر قدوم الأجانب وفيهم سحرة انتشروا في هذه البلاد ونثروا سحرهم في هذه البلاد نتيجة لغفلة أهل الحق عنهم ولضعف العقيدة ولعدم الرجوع إلي كتاب الله وسنة رسوله والي هذا الكتاب الذي عقد فيه الشيخ هذه الأبواب وحذر منها فلبعدهم عن ذلك وكثرة السحرة بينهم والمغتربين حصل انتشار السحر ولابد من علاج مرة ثانية ولابد من الحسم في هذا الموضوع ولابد من تطبيق الأحكام الشرعية علي السحرة تحي يرتدعوا ويكفوا عن هذه البلاد .
المقدم: يا شيخ حقيقة الآن دخلتم في بحر عميق والحلقة الآن وقتها انتهي إلي حلقة قادمة حتى نستكمل البحث الجيد والمفيد إن شاء الله تعالي أيها الإخوة المستمعون الآن نأتي إلي نهاية حلقتنا من لقاء صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور صالح الفوزان بن عبد الله الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء جزاه الله خيرا وشكر الله له كما إني اشكر إخوتي المستمعين والمستمعات علي حسن إصغائهم وتفاعلهم معنا والقي لقاء أخر إن شاء الله استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نهاية المحاضرة الأولى
بداية المحاضرة الثانية مع كلمة المقدم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلي الله وسلم علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين أيها الأخوة المستمعين أحييكم بتحية الإسلام فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ومرحبا بكم إلي هذا اللقاء من لقاءاتكم قضايا معاصرة في ضوء الكتاب والسنة ويطيب لنا أن يكون هذا اللقاء مجددا مع صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور صالح بن الفوزان عبد الله الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء أجاب الدعوة مشكورا للتحدث في موضوع خطير وهو تكملة للحلقة السابقة أنه كان ينبغي ألا يشار لهذا الموضوع في وقت كثر فيه العلم وانتشرت فيه الثقافة وأصبح الناس عندهم إدراك لكثير من حقائق الأحوال التي تجري في المجتمع لكن مع الأسف الشديد خاب ظننا في كثير من هؤلاء الذين تأثروا ودعوا أيضا إلي ما كان ديننا يجتنبه وينهي عنه هذا عن الموضوع الذي نتحدث فيه وهو عن السحر من حيث معناه في اللغة والاصطلاح والسحر من حيث حديث القران عنه وحديث السنة النبوية الشريفة والسحر من حيث انه حقيقة أم لا تفضل فضيلته وأجاب عن هذه النقاط بإجابات شافية كافية ودخلنا في نقطتين هامتين جدا وهي انه قد وجدله وجود كثير في مجتمع المسلمين وانتشر مع الأسف الشديد وأن هناك بعض المقومات في بعض بلاد الإسلام خاصة في هذه البلاد المباركة في المملكة العربية السعودية فإنها بدأت والحمد لله تكافحه مما تستطيع من مناهج التعليم التي اشتملت علي التحذير منه كما حرمه الشيخ صالح في الحلقة السابقة عن طريق كتاب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالي الذي عقد فيه أبواب ثلاثة كان فيها من الدقة والعناية بالدليل قال الله وقال رسوله وقال علماء الإسلام وأئمة الإسلام من الصحابة والتابعين لكن انتشر وكثر والناس مع الأسف الشديد سار فريق منهم يتجاوب مع ويرحلون إليه في مواقع أهله يظهرون صراحة ويفتحون أبوابهم ويستقبلون القادمين إليهم في بعض بلاد المسلمين وهذا الشيء مشهور ومعروف ذكر فضيلته الحديث عن هذه المسالة ولكنه الحلقة مدتها معينة الآن انقل الميكروفون مع فضيلته لإكمال ما بدأه في هذه المسالة واستكمال بقية العناصر التي نوهت عنها في الحلقة السابقة.
بداية محاضرة الدكتور العلامة صالح الفوزان حفظه الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلي الله وسلم علي نبينا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين أما بعد :
فنعم، السحر موجود والسحرة موجودون وأهل الشر متواترون علي ترويج شرهم في كل زمان ومكان خصوصا إذا غفل أهل الحق عن مقاومتهم وتساهلوا في أمرهم وخصوصا إذا حصل الجهل بالعقيدة الصحيحة وضعفت دراستها وتدريسها والعناية بها فقد يوجد من يقول وقد وجد من يقول أن هذا الذي يجري من السحرة إنما هي أمور رياضية وإعمال بدنية كما يسمونها بهلوانية أو يسمونه بالسيرك أو ما أشبه ذلك وهذا خطر عظيم إذا سمي الشر بغير اسمه الحقيقي فانه ينتشر ويتساهل الناس فيه فلابد من تعريته ولابد من الرد علي أهله وأيضا من الأسباب كما اشرنا في الحلقة السابقة اختلاط الناس بعضهم ببعض وانفتاح البلاد علي القادمين ممن فيهم لا نقول كلهم فيهم من يحمل هذا الداء الخطير ويحمل السحر وينشره بين الناس خصوصا إذا قيل أن هذا فيه علاج فان دراسة ما يسمونه الرقية ويفتحون أبوابا للرقية وهم يتعاطون هذا النوع من السحر وينشرونه باسم الرقية الرقية علي قسمين:
رقية صحيحة وهي المأخوذة من الكتاب والسنة ومن الأدعية الشرعية ولكن لا يقوم بهذا إلا أهل التوحيد وأهل العقيدة السليمة وأهل العلم
والنوع الثاني رقية شيطانية وهي الرقية بالسحر والشعوذة وما أشبه ذلك من الخرافات التي يروجونها باسم الرقية والرقية الشركية بأنواعها من الطلاسم ومن الخرافات ومن التسجيل علي الناس خصوصا وانه وجد قنوات الآن تعلم السحر تنشر السحر لا ادري أين توجد هذه القناة لكنها موجودة ويتصلون علي بعض الأشخاص الذين لا يعرفونه ولا يوجد بينه ارتباط إلا أنهم وجدوا أرقامهم يتصلون إليهم ويقولون لهم فيكم سحر فيكم كذا وكذا أن لم تعالجوها سيحصل لكم كذا وكذا ويهددون الناس بهذا الأمر وكل هذا نتيجة الغفلة ونتيجة ضعف العقيدة ونتيجة عدم دراسة العقيدة الصحيحة وتدريسها للناس نعم
المقدم: هناك من يحاول إن يلف ويدور ويقول أن السحر الآن موجود في الكتب إي انه حقيقة فيما قلتم في اللقاء السابق واليوم أنهم حاولا العلاج بالقران والسنة والأدوية الشرعية لكن بدون جدوى وإنهم مضطرون أن يذهبوا للسحرة بحكم الضرورات تبيح المحذورات فماذا تقول لهم وهم يتشبثون أيضا بفتاوى بعض من لا علم عنده حقيقة
الشيخ: نعم السحر يقع والسحر يوجد، ويصاب به بعض الناس لا شك في هذا ويحتاج إلي علاج لان الله سبحانه وتعالي ما انزل داءا إلا وله دواء علمه من علمه وجهله من جهله والسحر داء والله انزل له دواء وشفاء بلا شك ولكن السحر لا يعالج بالسحر وإنما يعالج بالأدلة لشرعية التي انزلها الله جل وعلا ويتناولها أهل العلم وأهل التوحيد وأهل العقيدة لكن لاحظ انه لابد أن يكون هناك إيمان من الراقي ومن المرقي وإذا جاء المسحور إلي الراقي ورقة فان وجد الإيمان من الراقي ووجد الإيمان من المرقي الإيمان بالله عز وجل وحسن الظن بالله فان الله يشفي هذا المرض إما إذا لم يكن هناك إيمان لا من الراقي أو من المرقي فان هذا العلاج لا يفعل فعله ولا يؤثر تأثيره لعدم وجود الشرط الذي هو الإيمان بالله عز وجل وضعف اليقين وضعف الثقة بالله عز وجل فلابد من هذا أيضا لابد أن يكون الراقي علي معرفة وعلي بصيرة وعلي عقيدة وعلي علم لا يكون مساويا لا يكون ساحرا لا يكون كاهنا إذا توفت هذه الشروط نفع وأما قولهم انه ضرورة فانا أقول ليس هذا بضرورة ضرورة لو لم يكن هناك رقية شرعية لو لم يكن هناك علاج شرعي ..هناك علاج شرعي فليس هناك ضرورة الضرورة أن لم يكن يوجد غير هذا الشيء والحمد لله الله أغنانا بحلاله عن حرامه وبفضله عمن سواه فهناك حل للسحر بالأمور الشرعية لكنها تتوقف علي الإيمان بالله عز وجل فالرسول صلى الله عليه وسلم أصيب بالسحر لأنه بشر تصيبه الأمراض والسحر نوع من الأمراض فأصيب به عليه الصلاة والسلام لم يلجأ إلي السحر ويعالج بالسحر وإنما تعالج بالقران انزل الله عليه القران سورة المعوذتين وفي سورة الفلق ومن شر النفاثات في العقد فلما رقاه جبريل بهذه السورة شفاه الله سبحانه وتعالي ثم إن الله أطلعه علي مكان السحر الذي اخفي له فأرسل من يخرجه ويتلفه فيكون إذا علاج السحر بأمرين الأمر الأول الرقية الشرعية التي انزلها الله علي رسوله صلى الله عليه وسلم والأمر الثاني امن يبحث عن السحر المخفي وان يتلف نعم ..
المقدم: هنا حقيقة أمران أن الراقي يكون عقيدته صحيحة والمرقي يكون عقيدته صحيحة ولذلك لما كان الراقي جبريل والمرقي محمد صلى الله عليه وسلم وكتاب الله علي عقيدة صادقة ونقية ويقين وإيمان قوي واستعمل جبريل الرقية الشرعية بالإقراء علي النبي صلى الله عليه وسلم لما عرف كيف يكتشف السحر يجد نفسه مسحور يظهر لي والله اعلم أنه يكتشف بتوفيق من الله سبحانه ثم لعل تأثير هذه الآيات يظهر بإذن الله عز وجل علي المرقي فيكتشف كيف؟
الشيخ: الإيمان بالله عز وجل هو الذي يرشد المسلم ويرشد المؤمن إلي موطن هذا الشيء.
المقدم: وقد نظر الشيطان اللي السحر وأن الشيطان الذي سحر. إن الله سبحانه وتعالي سيدله علي موقعه .
الشيخ: بلا شك إذا استعاذ بالله أعاذه الله من شر النفاثات في العقد فإذا استعاذ بالله أعاذه الله وأرشده إلي مكان السحر هذا نتيجة الإيمان بالله عز وجل وصدق اللجوء إلي الله كذلك مما يرد علي صاحب هذه الفكرة وعلاج السحر بالسحر أن السحر حرام فقد قال صلى الله عليه وسلم تداووا ولا تداووا بحرام قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن الله لم يجعل شفاؤكم فيما حرم عليكم ولم سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر بعد تحريمها سئل عنها تتخذ دواء قال صلى الله عليه وسلم: "أما إنها داء وليس بدواء" إذا فالداء لا يجوز التعالج به والسحر أعظم الداء وأعظم الضرر. وأعظم المحرمات لأنه شرك وكفر بالله عز وجل
المقدم: الحظ إن أولئك الذين يتجاوبون مع نداء هؤلاء الجاهلين أو المتجاهلين الذين يريدون الظهور في مجتمع المسلمين وان يقال لهم فلان برز بعلم جديد الحظ أن ظهور هؤلاء انه يساعد السحرة علي انتشار وتكاثر وقد يظنون انه قد فتح لهم باب حتى في البلاد الحاضرة كما في المملكة العربية السعودية.
الشيخ: كذلك هذا ما حرمت عليه نحن نقول إنه مما يرد علي من أفتى بأنه يجوز حل السحر بسحر مثله يرد عليه ويدعي إن هذا من باب الضرورة قلنا إن هذا ليس فيه ضرورة لان هناك ما يغني عن السحر من العلاج بالرقية الشرعية والأدعية الشرعية الأمر الثاني إن السحر من أعظم المحرمات بل هو بعد الشرك في المرتبة من السبع الموبقات ولا يجوز التداوي بالحرام مجرد الحرام فكيف بما هو من الموبقات الأمر الثالث وهو خطير جدا أشرت إليه وهو انه إذا أفتي في إن السحر يحل بسحر مثله فتح هذا باب للسحرة أنهم ينتشروا بين المسلمين باسم العلاج وباسم الضرورة إلي وجودهم فينتشر السحر في بلاد المسلمين فيحصل مطلوب السحرة ومطلوب الشياطين تحت مظلة إن هذا من باب الضرورة وانه لا علاج للسحر إلا بهذا الشيء وهذا كذب علي الله وعلي رسوله فان الله اغني المسلمين بحلاله عن حرامه و أوجد من الأدوية ما يكفي عن الحرام ما انزل الله داءا إلا وانزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله .
المقدم: إن يموت الإنسان علي التوحيد الخالص والتوكل علي الله والثقة في الله خير له من أن يموت علي مجالسة السحرة يعني بعضهم قد يتجاوب مع السحرة وقد يموت علي تلك الحالة النظام بعقوبة المراد منها أو يؤثر عليه الشيطان فيقتله فيموت علي الشرك بالله .
الشيخ: وهذا عنصر رابع مما يرد به علي هذه الفتوى إن الإنسان إذا لجا إلي هذه الفتوى وعمل بها فقد تتكون سببا في سوء خاتمته فيموت علي الشرك بالله وعلي الكفر بالله بسبب السحر واللجوء إلي السحر فيكون من أهل النار والعياذ بالله هذا خطر عظيم ..نعم
المقدم: نسال الله العافية والقنوات أيضا التي تساعد علي انتشار إلا تري انه يجب علي الوسائل الإعلامية في البلاد الإسلامية أن توجد قناة مضادة تحذر من السحر والسحرة وترد علي المبطلين وتكشف عورهم وتفند تلك الكلمات الشريرة التي يرسلونها إلي المسلمين ويحاولون يجتلبوا أموالهم وعقولهم.
الشيخ: هذا الحل الثاني الحل الأول أن المسلمين يقومون بمنع هذه القنوات لأنها ربما تكون موجودة في بلاد المسلمين فأول شيء أنهم يقومون بمنعها وإزالتها من بلادهم الشيء الثاني إذا لم يقدرون علي إزالتها وليست في بلادهم فلابد من اللجوء إلي الأمر الثاني وهو إيجاد قنوات تبين خطر السحر وشر السحر وأنه لا يعالج بالسحر وان السحرة لا يمكنون بأي وسيلة من الوسائل عند ذلك ينحصر هذا الشر عن المسلمين .
المقدم: هذا الذي الحقيقة أمانة ومسؤولية نقلها الله إلي أهل العلم والإيمان وهم أولي الأمر الذين عليهم أن يتابعوا مصل هذه الأمور، وكما أنهم يحاولون مقاومة الأمراض إذا كانت منتشرة عن اللازم أن يقيموا لها حجر صحي فهذا أخطر الأمراض وأشدها علي الأمة وأفتكها بها.
الشيخ: نعم بلا شك ولاة الأمور حفظهم الله يحرصون علي حماية رعيتهم مما يضر بها ونراهم يعملون محاجر صحية لعلاج الأمراض التي تقدم علي البلاد فيضعون محاجر صحية للوقاية من هذه الأمراض واخطر الأمراض هو السحر فلماذا لا يعملون له محجرا يمنع تسربه بين المسلمين فانه اخطر من مرض الكوليرا وأخطر من مرض السل وأخطر من سائر الأمراض المعدية ونحن معهم ونحثهم علي عمل هذه المحاجر فان النبي صلى الله عليه وسلم نهي عن القدوم علي بلد الوباء ونهي من كان فيها أن يخرج منها لأجل ألا يتمدد هذا المرض وينتشر وهذا من باب الحجر الصحي كما يسمونه. أولى أن يعمل محجرا ضد السحر وأهله لا يتسرب إلي البلاد ولا يفد من البلاد نعم.
المقدم: هناك سؤال يطرح نفسه يا دكتور هو انه هنالك اثر خطير جدا علي الأمة في دينها في علاقتها الاجتماعية حتى في سياسات الأمة التي تقوم علي بناء شعب قوي وأمة متماسكة ومتعاونة كيف نستطيع أن نبرز هذه الحقيقة اثر السحر علي الجماعة المسلمة في عقيدتها وأخلاقها وقيمها وعلاقاتها الاجتماعي.
الشيخ: لا شك أن الغفلة عن انتشار السحر والسحرة والفكرة السحرية فان هذا يهدد المجتمع بان يصاب إفراده بالضعف والخاوي وان يثابوا بالوساوس والخواطر السيئة وكل واحد فيه نوع من التأثر يظن انه سحر وكذلك تنتشر هذه الفكرة فتهدد الناس في عقيدتهم وفي عملهم فيصابوا بالخمول والخوف الشديد من السحرة ومن السحر ويحصل بذلك وهنا يعالج بأمرين:
الأمر الأول: قوة الإيمان بالله عز وجل التوكل عليه والإكثار من ذكر الله والإكثار من الورد في الصباح والمساء والإكثار من تلاوة القران والاعتماد الله سبحانه وتعالي
الأمر الثاني: درء السحر والسحرة وإبعادهم عن البلاد المسلمين والتحرير منهم التحرير من السحر والسحرة وأن الإنسان لا يخضع لهم ولا يخاف مهم وإنما يستعيذ بالله ويخاف من الله ويتوكل علي الله ويقوي عزمه ويقينه بالله عز وجل نعم .
المقدم: وأيضا مخالطة الصالحين والأخذ عنهم إذا كان الإنسان عنده شيء من هذا أن يأتي إلي أهل الخير والصالحين من عباد الله حتى أن الذنوب علي مواطن الخطر مما يشتكي منه ويخشاه لأن بعض الناس تجد أنه لا يحاول أن يرتبط بالمصلحين ولا يقترب منهم يفر منهم
الشيخ: نعم هو كما تفضلت أن ضعف العقيدة أيضا وانعزال الإنسان عن العلم والتلقي عنهم وحضور مجالسهم والاستماع لهم إن هذا يؤثر علي الإنسان ضعفا في إيمانه ويقينه وعقيدته ويصدق بالأوهام والخرافات إما إذا كان تختلط بالصالحين ويحضر مجالس العلم والذكر ويستفيد في عقيدته وفي إيمانه فان ذلك يقاوم هذه الأفكار السيئة أيضا نريد إن نعرج علي الرد علي من أفتى بحل السحر بسحر مثله بان نقول إذا وجهت بأقوال الفقهاء شيئا من هذا لماذا لا ترجع إلي كتب العقيدة تمنع من هذا كتب العقيدة تمنع من هذا فلماذا تلجا إلي أقوال المتفقهة التي يكون فيها الحق والخطأ ويكون فيها الصواب هذه ليست مضمونة لماذا لا ترجع إلي كتب العقيدة التي حذرت من السحر وأهله من قبل ذلك لماذا لم ترجع إلي الكتاب والسنة التي فيهما التحذير من السحر والسحرة فتقف عن حدك نعم
المقدم: أيضا لماذا تعتبر إن هؤلاء الذين قالوا ما قالوا الذين قالوا لمن قالوا ويبغون الظهور (كلمة غير مفهومة عند الدقيقة 44: 54)
الشيخ: إن أهل التحقيق من العلم والإيمان كالإمام بن تيمية وبن القيم وبن عبد الوهاب وغيرهم من المحققين وكأئمة هذا الزمان الشيخ بن باز رحمه الله تعالي كلهم يقول علي محاربة السحر والسحرة وتجريم من تعلق بشيء مما عندهم من الباطل فمع الأسف الشديد هؤلاء مطمورين في أوساط المسلمين.
هذا هو يدخل في ظل ما أشرت إليه في أن هذا الباحث ذهب إلي أقوال الفقهاء أو بعض أقوال الفقهاء ولم يرجع إلي كتب العقيدة الصحيحة وما فيها من مقاومة السحر وأهله ولم يرجع إلي أهل العلم والأئمة السابقين واللاحقين الذين ينفرون فلماذا يأخذ بقول واحد يوافق هواه هوي الناس ويترك أقوال الأئمة والفحول الذين وقفوا ضد هذه الفكرة من أصلها وقاوموها .
المقدم: هناك كتاب معين استطاع صاحبه أن يجمع الأدلة ويواجه الشباب ويرد عليها يمكن أن نفيد به الإخوة المستمعين
الشيخ: هو في ردود لا شك في ردود علي هذه الفكرة لما ظهرت وهي مستمدة كما ذكرنا.
المقدم: أنا أقصد. هل يوجد من كتب سابقة ككتاب لابن تيمية يمكن الاعتماد عليه في الرجوع إليه أو بن القيم مثلا.
الشيخ: كتاب مستقل لا اعرف لكن موجود في ضمن كلامه وفي ضمن مباحثهم يوجد هذا الشيء مثل ابن الجوزي لا ادري ما اطلعت عليهم في هذا الأمر لكن يكفيها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في التحذير من السحر والسحرة وان هذا داء قديم وفي الأمم ما ذكره الله إلا لأجل إن نحذر منه لان الشر يبقي أو يستمر لان له ورثة وله ناس يروجونه في الناس وله شياطين يروجونه في الناس من شياطين الإنس والجن ولابد من الانتباه في هذا الأمر
المقدم: إذا ننبه إلي الحكم في حق الساحر والمسحور هذا المتجاوب معه.
الشيخ: نعم بلا شك إن الرسول صلى الله عليه وسلم بين حكم الساحر الله بين والرسول بين انه يكفر وجاء حده في السنة قال صلى الله عليه وسلم: "حد الساحر ضربه بالسيف أو ضربة بالسيف" يعني أنه يقتل، إذن حد الساحر هو قتله إراحة للمسلمين من شره وثبت قتل الساحر عن ثلاثة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حفصة بنت عمر زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قتلت جارية لها سحرتها وعن جندب بن كعب الاسدي الذي قتل الساحر الذي يلعب عند الخليفة وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فإنه كتب إلي عماله: "أن اقتلوا كل ساحر وساحرة" قال فقتلنا ثلاث سواحر وهذا في البخاري في صحيح البخاري
المقدم: جزاك الله خيرا وأحسن إليك والحقيقة إنكم الحقيقة أنكم أفدتم هذا الموضوع وأجدتم.
إلي هنا نأتي إلي ختام اللقاء مع فضيلة الشيخ صالح والي لقاء قادم استودعكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.